تجربة رائدة فى ميدان الزراعات الكبرى فى تونس

تعانى تونس منذ عشرات السنين من عجز مزمن فى توفير حاجياتها من البذور مما يضطرها

سنويا لاستيراد حاجياتها من الحبوب سواء المعدة للزراعة او المعدة للاستهلاك او التحويل

وسنويا تدفع تونس اموالا طائلة من العملة الصعبة للقيام بعمليات الاستيراد المذكورة مما نجم

عنه نزيف من العملة الصعبة وتراكم للعجز امام تنامى الاستهلاك وتعتبر تونس من اكبر البلدان

المستهلكة لمادة العجين الغذائى فى العالم

ورغم تراكم الابحاث العلمية المركزة على انتاج نوعية من البذور ذات مردودية عالية  سواء من الناحية

الاستهالكية او العلفية تضمن على الاقل الاكتفاء الذاتى من هاته المادة  فان كل المحاولات باءت بالفشل رغم الاموال

الطائلة  التى اهدرت فى هاته الابحاث وحتى ما وقع التوصل اليه فى خصوص بذور رزاق وكريم فقد ثبت

انه وقع استنساخ تلك البذور من تجارب بعض بلدان امريكا اللاتينية

وبتاريخ 5 ماى 2024 تحولنا الى احد حقول الزراعات الكبرى بمنطقة باجة الشمالية  للوقوف على تجربة زراعة

بذور تسمى ساراقولا وما لاحظناه هو النتائج الباهرة لهاته الحبوب من ناحية امتلاء السنبلة وعلى ضوء هذا

الزيارة  كان لنا لقاء مع السيد منذر الغربى فلاح بمنطقة عمدون من ولاية باجة الذى ذكر لنا  ان اول

بانه اول تجربة لزراعة بذور سارقولا كانت مع مجمع  منتجى الحبوب بباجة سنة 2006  حيث كان له لقاء

مع السيد وزير الفلاحة واعلمه بان الفلاح فى ولاية باجة يعمل كل ما فى وسعه للتطوير و للحضول على نتائج

كبيرة فى مادة انتاج الحبوب لكن النتائج لاتتبع الجهد الذى يبذله الفلاح فى ولاية باجة واستغرب الوزير ذلك

خاصة وانه يقع الاعتماد فى تونس بصفة خاصة على بذور رزاق وكريم وغيرها ووقع الاتفاق مع السيد الوزير على

اجراء تجارب على بذور سارقولا سواء من القمح الصلب او اللين وقد اعطت نتائج باهرة من ناحية الكم والكيف

لكن هناك من يقف عائقا امام نجاح هاته التجربة بدعوى الحفاظ على المنتوج الوطنى رغم اننا قمنا باستيراد

نباتات واشجار اجنبية وقمنا بزارعتها فى تونس وما يطلبه المسؤولين عن تجارب بذور سارقولا من الجهاز المشرف

على ميدان الزراعات الكبرى فى تونس هو رفع العوائق التى تقف امام تطور هذا الميدان